المجلس الانتقالي شريك فعلي في السلطة اليمنية بعد أن عانى من التهميش
نجح المجلس الانتقالي الجنوبي في فرض نفسه رقما صعبا في المعادلة اليمنية، وبات أحد أبرز مكونات مجلس القيادة الرئاسي الذي أعلن عنه فجر الخميس في ختام مشاورات يمنية – يمنية جرت برعاية مجلس التعاون الخليجي في العاصمة السعودية الرياض.
وتقول أوسط سياسية يمنية إن الموقع الذي بلغه المجلس الانتقالي اليوم هو نتاج تراكم من الإنجازات الدبلوماسية والعسكرية، وتحلي قيادة المجلس بقدر كبير من الواقعية في التعاطي مع التشابكات الحاصلة في المشهد اليمني.
وتعرض المجلس الانتقالي خلال السنوات الماضية إلى محاولات عديدة لضربه وتحجيمه، خاصة على يد المتمردين الحوثيين الذين سعوا للتمدد جنوبا لكن محاولاتهم انكسرت على صخرة المقاومة الجنوبية.
وكشفت تلك العملية العسكرية عن زيف ادعاءات قيادات عسكرية داخل الشرعية ولاسيما علي محسن الأحمر بشأن صعوبة مواجهة الحوثيين، وأثبتت إنجازات العمالقة أنه كان بالإمكان تفادي سيطرة المتمردين على أنحاء واسعة من البلاد، لو كانت هناك إرادة فعلية لدى الجيش وقياداته.
وقد تلقى الحوثيون صفعة عسكرية قوية قبل أشهر قليلة، حيث نجحت ألوية العمالقة الجنوبية وفي حيز زمني وجيز في دحر المتمردين خارج محافظة شبوة، في عملية عسكرية نوعية لاقت اهتماما دوليا كبيرا، كما أنها أثارت قلق الكثير من الأطراف في الداخل.
ولا تختصر إنجازات المجلس الانتقالي في تصديه للمشروع الحوثي في الجنوب، حيث نجح في إفشال مساعي خصمه حزب الإصلاح الإخواني في عزله وإقصائه عن المشاركة في صنع القرار داخل منظومة الشرعية، ليتوج إنجازاته بأن أصبح اليوم أحد أقطاب المجلس الرئاسي ممثلا بزعيمه عيدروس الزبيدي.
ورحب المجلس الانتقالي الجنوبي الخميس بنتائج مشاورات الرياض والبيان الختامي مشيدا بالجهد الكبير الذي بذله الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي لإنجاح هذا الاستحقاق.
وأكد في بيان أنه بكل هيئاته سيتعاطى بإيجابية مع ما تمخض عن هذه المشاورات ومع مهام المرحلة الجديدة واستحقاقاتها. وجدد المجلس الانتقالي موقفه الثابت والراسخ في التمسك بمشروعه الوطني الجنوبي وصولاً إلى عملية سلام شاملة
تتحقق من خلالها للشعب اليمني كافة أهدافه وتطلعاته الوطنية، وفق ما تم تضمينه في نص بيان مشاورات الرياض.
ومنحت مشاركة المجلس الانتقالي في المجلس الرئاسي دفعة معنوية قوية للجنوبيين الذين يراهنون على هذا الحضور لتحسين وضعهم الاجتماعي والاقتصادي، وأيضا لفرض قضية الجنوب على الطاولة عند انطلاق العملية السياسية لإنهاء الأزمة اليمنية المتفجرة منذ ثماني سنوات.
ومنذ اليوم الأول لتسلّمه مهامه بدأ الزبيدي في عقد سلسلة من اللقاءات مع عدد من السفراء الغربيين، ومن بينهم القائم بأعمال السفير الياباني والسفير البلجيكي والسفير النرويجي. وحرص خلال تلك اللقاءات على بحث الأزمة الاقتصادية التي يتخبط فيها اليمن، وضرورة وجود تحرك دولي فاعل لدعم الشعب اليمني.