تراث
أروع قصائد الرثاء في الشعر الشعبي الضالعي
وتعتبر هذه القصيدة هي اخر قصيدة للشاعر صالح محمد دحوان الضالعي
قالها أثناء تلقيه العلاج في أحد مشافي العاصمة عدن وهو يصارع الموت فطلب من الطبيب إحضار الورقة والقلم وكتابة هذا القصيدة
بعنوان .. يا دنيا عليش السلام.
يقول دحوان يادنيا عليش السلام
ودعيني أنا اليوم رايح
ضاع وقتي خسارة ضعت وسط الزحام
يأزمان العجب والفضايح
مقصدي ماوجدتة فيك والمرام
اح يادنيا محدا فيك رابح
هل باتنسيني فعلي وذاك الكلام
ياعجبتي شي الحبايب لي تسامح
سامحوني يوم برحل وباشد الحزام
سامحوني مااقدراودع واصافح
ولاتضنوا أنني راحل زعل أو خصام
لكن حكم القدر قدكان واضح
في مستشفى عدن جاني بغب المنام
قال لي جهز دفترك واللوائح
الضغط عالي والرأس فية الزكام
والرئة والقلب قدهن سوارح
حتى الكلى صار عاطل ما أدى المهام
خلي السوائل طول جسمي شواطح
والكبد شفتها في قفص الاتهام
وذي عاد الاعضاء عليها ضوابح
قلت لة بتقدر بشرب علاجي بانتظام
ماهوة تشتي مني عليا تشاوح
والدكاتير عندي كل ساعة بالتزام
وباعمل بما يقولوا من نصايح
ونتة تشاني اليوم باحط الوسام
واسيب اهلي تضلي عليا نوايح
قال مكتوبك من يوم عادك غلام
وانا أن خالفت تحرقني القوارح
قلت ناوي احج بعيد هذا العام
واكفر عن ذنوبي والجوارح
واطوف بالمروة والصفاءو البيت الحرام
واسمع ونظر طيب تلك الروايح
واصلي بمسجد قباء واختم بالسلام
وقبل ماروح نقيم الذبايح
ومن ماء زمزم نحمل هدية للانام
تشفي قلب اليتيم ذي عاش ظابح
وقال يادحوان عليك ماشي ملام
تكفي الصلاة والباقيات الصوالح
والختم صلوا عالنبي الهادي الهمام
عدد ماهتز ريش الجوانح.