مقالات وكتاب

 ذكرى ٤ مايو وتأسيس المجلس الانتقالي دعوة أخوية للجميع

علي بن شنظور

صادف اليوم ٤ مايو الذكرى الرابعة لبيان عدن الذي بموجبه تم تفويض اللواء عيدروس الزُبيدي لتشكيل قيادة تمثل الجنوب سياسيا وداخليا وتم بموجبه تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي.

لاداعي للخوض في تفاصيل من وافق على ذلك البيان ومن طلب تصحيح بعض العبارات فيه لأن الوقت قد فات

فحينها كنا ممن حضروا ذلك المهرجان لمصادفته

ذكرى حرب ٩٤م على الجنوب رسميا وان كان انطلاق الحرب حدث في ٢٧ ابريل وكان المهرجان ايضا ردة فعل على قرارات الرئيس هادي الذين اختار لها من اصدروا القرارات يوم ٢٧ ابريل لاقالة عدد من المحافظين والوزراء وهو توقيت أثار استهجان الكثير ولم يعرف الدافع منه ولكنه حدث وانتهى الأمر..

وبالتالي كان المتوقع ان يشهد المشهد الجنوبي انقسام جديد تجاوزه في ٢٠١٥م باصطفاف لامثيل له لرفض الحرب عليه وتوج بتحرير عدن.

كانت نصيحتنا لاخونا اللواء عيدروس وماتزال مثبته في صفحتي بالفيس البوك لولا اغلاقي لها منذ سنوات..كانت النصيحة أن الكرة في ملعب اخونا اللواء عيدروس لتشكيل قيادة موحدة ظل الحراك يسعى لها منذ ٢٠٠٩م ولم يتوفق باستيعاب الجميع وإذا لم يسفر المجلس عن استيعاب كل القوى فيبرز الانقسام مجددا وهو ماحدث بالفعل..

كما نصحنا تجنب أي نص ورد في بيان ٤ مايو للخلاف مع الرئيس هادي

وتأكيد الاعتراف بشرعيته لتجنب الصدام معه لعدم ورود أي ذكر لذلك في البيان رغم ان اللواء عيدروس بعدها اتبع خطاب متزن للاعتراف بشرعية الرئيس ولكن بعد ان اتسع الخلاف وتوقعنا ان عدم ذكر الرئيس او رفض الاعتراف باي قرارات صادره منه سيفجر مواجهة بينهما وهو ماحدث بالفعل.

وكذلك الحقنا نصائحنا بمبادرة وقع عليها تقريبا ٣٤ شخصية جنوبية انبثقت من منبر عدن للحوار طالبت بفتح حوار مع الرئيس هادي

وكذلك طالبنا بعدم الصدام مع المحافظ الشيخ عبدالعزيز المفلحي

ولم يستوعبها الدعوة البعض بل قال بعضهم ليس بيننا جربة أو خلاف شخصي نتحاور عليه مع هادي فالجنوب حسم أمره والبعض قال لانعترف بالاننتقالي.!

ونصحنا الرئيس ايضا الاعتراف بالمجلس الانتقالي الجنوبي ومبادرتنا نشرتها بعض الصحف في عدن.

ظل الوضع غير قابل لأي دعوات تصالحية بل نالنا من التشكيك مانال البعض بسبب نصائحنا الأخوية للجميع حتى عاد الهدوء للجميع وقبلوا بالحوار والاعتراف المتبادل بينهما بموجب اتفاق الرياض.

الأن وبمناسبة ذكرى تأسيس الانتقالي وبحكم ان الرئيس هادي واللواء عيدروس يمثلان واجهة لاتفاق الرياض المعطّل منذ توقيعه ماعداء بند تشكيل الحكومة وتعيين محافظ ومدير أمن عدن.

فإن النصح نسدوه للجميع مجددا بالقول.

نأمل ان يراجع الجميع مسيرة أربعة أعوام ماذا حدث فيها من صراع وماذا تحقق فيها للجنوب ايجابا وسلباً؟ وكيف كنا وكيف نحن اليوم وماهي نقاط التلاقي الجنوبية بين الجميع وماهي نقاط الخلاف المطلوب الحوار حولها بعقول منفتحة بعيدا عن لغة التخوين للآخر أو الاستعلاء أو التهميش أو الاكتفاء بمن هم ضمن طرفي اتفاق الرياض وتجاهل البقية؟

فالكرة ماتزال في ملعب الانتقالي لتقييم عمله وعمل هيئاته والتصحيح لها وتقديم رؤية لكيفية الانفتاح على بقية القوى التي تشاركه المسؤولية في حمل قضية الجنوب وماهي أفضل آلية للتنسيق المُشَترك معهم

في ضوء مايجري من مفاوضات في مسقط للسلام الشامل في اليمن؟

وكذلك الشرعية بعنصرها الجنوبي بقيادة الرئيس هادي عليهم مراجعة مسيرة عملهم وتقييم أسباب ماحدث من صراع مع الانتقالي لاسيما وقد كانت اطراف في الشرعية تعد العدة قبل احداث اغسطس للتغدي بالانتقالي قبل ان يتعشى بهم طبقا لما ورد على لسان ألأخ المهندس احمد بن احمد الميسري نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية السابق في قناة الجزيرة بكل صراحة.

ولأن الجميع بحاجة للمصالحة فإننا

ندعوهم لطي صفحة ماحدث إذا كانوا جادين في استقرار الجنوب.

 

ولتستفيدوا مما يجري من تصالح وحراك عربي من حولكم بل وإسلامي بما جرى من تصالح بين الأشقاء في الخليج وكذلك الانفتاح السعودي والاماراتي المصري تجاه العلاقة مع إيران وقطر وتركيا ومبادرة السلام السعودية للتفاوض مع صنعاء والحوار مع إيران وتوجهات المجتمع الدولي لوقف الحرب بقرار دولي متوقع تقوده امريكا والدول الخمس الكبرى.

لانريد ان نعود لمربع البحث عن خلافات بينية

تؤدي بالجنوب لمأزق ٩٠م أو ٩٤م أو قرارات جديدة غير مدروسة ولحظية، فمن لايتعلم من دروس الماضي يصعب عليه بناء خطوات الأمان للمستقبل والخروج بنجاح من الوضع الحالي.

أتمنى ممن يدعون لوحدة الصف ونحن مع تلك الدعوات ان يشجعوا من بيدهم القرار على إعادة النظر وتقييم تجربة أربعة اعوام من التراشق السياسي والعسكري في الجنوب وأن يضعون بعين الإعتبار مايجري من حولهم من تطورات، فالجنوب ليس بمعزل عما يجري من حوله وليس القرار بيده كما نتصور فنقرر مانريد وقت مانريد،

فلو كنا كذلك لما مكثنا كل هذه السنوات بانتظار مايسفر عن الحرب في الشمال بعد ان اندحرت الحرب من الجنوب منذو ٢٠١٥م.

اتمنى ان يتفهم الجميع الدعوة والقبول ببعضكم فقد تصالح الخصوم من حولكم ومن الاجدر ان يصلح الذكي وضعه الداخلي والاقربون أولى بالمعروف ولو اختلفت معهم في رؤيتهم فإن ذلك لايعني القطيعة معهم فالكل يعيش في وطن وصعيد واحد حتى نخرج من نفق الصراع إلى بر الأمان في هذه المنطقة الواسعة من جنوب الجزيرة العربية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى