مقالات وكتاب
عائلة الشوبجي وعظمة التضحيات الاستثنائية في زمن الخذلان !
صالح شائف
مستعصية علينا حروف الأبجدية؛ وعاجزة هي الكلمات؛ وفقيرة لغة التعبير المناسبة والجديرة بكتابة الرثاء اللائق بعظمة التضحية الاستثنائية التي قدمتها عائلة الشوبجي المناضلة؛ بعد أن وصلنا فجر اليوم نبأ استشهاد والد الشهداء الثلاثة يحي الشوبجي الأبطال: شلال ومازن وأنور؛ والذين استشهدوا على جبهات الضالع وفي الخطوط الأمامية في مواجهات باسلة مع مليشيات الحوثي؛ وفي ثلاث معارك مختلفة ومتباعدة عن بعضها نسبياً؛ ويلتحق بهم والدهم وهو الرجل الاستثنائي اليوم بعد معركة ضارية خاضها مع رفاق دربه من حراس البوابة الشمالية للجنوب في أحدى جبهات الضالع الصامدة.
فأي كلمات يمكن أن تفيهم حقهم وهم الذين استرخصوا أرواحهم في سبيل الدفاع عن الجنوب وقضيته الوطنية وبقناعة تامة؛ وأي تعويض يمكن له أن يشفي غليل من تبقى من هذه الأسرة الضالعيه الكريمة؛ غير رؤيتهم للهدف الذي ضحوا من أجله الشهداء الأربعة وكل شهداء الجنوب وقد تحقق عملياً وتجسد واقعياً على أرض الجنوب؛ وهو استعادة دولته وسيادته على أرضه؛ وغير ذلك لن يكون مقبولا لديهم بل وسيعتبرونه خيانة لهم وخدلانا للشعب الصابر والصامد والثابت على حقه وبشرف وكبرياء وطني .
لقد أثبتت وتثبت المعارك المشتعلة على امتداد جبهات الضالع وحجم التضحيات التي تقدم في كل معركة ومواجهة؛ بأن إرادة المقاتلين فيها مازالت صلبة وقوية رغم انقطاع المرتبات والتموين بالغذاء والذخائر وغياب الطلعات الجوية من قبل التحالف ومنذ فترة طويلة؛ والسؤال الذي نطرحه هنا على المعنيين بالأمر: هل هذا عقاباً لهذه الجبهات الصامدة ولثبات وبسالة مقاتليها والتصدي لهجمات الحوثيين المتتالية وما المطلوب منهم تحديداً ؟
أخيرا لا نملك غير التوجه بالعزاء الحار لعائلة الشوبجي ولكل من يقف صامدا ويده على الزناد وبالممكن المتاح في جبهة الضالع وكل الجبهات على خارطة الجنوب المقاوم؛ طالبين الرحمة والمغفرة الشهيد يحي ولأبنائه الثلاثة وكل شهداء الجنوب الميامين وإنا لله وإنا إليه راجعون.
*ولا نامت أعين الجبناء وكل المتخاذلين !!*