الضالع
فارس الحسام :
أكتب إليكم من داخل مركز العزل الصحي بالضالع.. من بين عشرات المواطنين الذين يصارعون لأجل البقاء.. ومن بين عشرات المواطنين الذين امتلأت بهم غرف وممرات مركز العزل أناديكم: أستحلفكم بالله العظيم أوقفوا هذا الإستهتار الحاصل في الأرياف والمدن.
تتكدس مراكز العزل بعشرات بل بمئات المصابين والمشتبه إصابتهم بفيروس كورونا، عجز تام في إستيعاب المزيد من المصابين نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية لإنقاذ حياة المرضى، نقص حاد في أعداد الطواقم الطبية، ضغط هائل تعاني منه الطواقم الصحية العاملة في معالجة المرضى. فأوقفوا هذا العبث الحاصل في الأسواق والتجمعات العامة.
أكتب إليكم في هذه اللحظات وأصوات أسطوانات الأُكسجين تنطلق من كل اتجاه محاولة إنقاذ حياة كبار السن الذين تسمع أصوات أنينهم وتراهم يتناثرون في غرف وأروقة المركز الذي يستقبل المصابين فوق طاقته الاستيعابية، نعم يتألم الآباء والأمهات لما أصابهم، ولو أن الجميع التزم بقواعد التباعد الاجتماعي لما أوصلتموهم إلى هنا.
لم يأتي أحد إلى هنا للسياحة والنقاهة والنزهة، لم يأتي هؤلاء للاستجمام وقضاء أوقات الرفاهية، بل أتى بهم فيروس قاتل لعين.. في ظل تجاهل وتخاذل مخزي من قبل المسؤولين علينا أمام الله تعالى.
إلى فاعلي الخير: أنتم السباقون إلى الفلاح برضوان الله وأنتم من يشد الجنوب بكم محزمه وقت الشدائد، فالله الله بأهاليكم في هذا الوقت العصيب، أنقذوا مرضاكم (آباؤكم أمهاتكم نساؤكم أخواتكم) الذين يعُج بهم مركز العزل الصحي بالضالع، فما عاد قادر على استيعاب المزيد من الضحايا القادمين من المنازل.