عند ما يغرد الفريق اليدومي!!
لم يعد الأمر خافياً ولم يعد السؤال عمن يعطل تنفيذ اتفاق الر ياض؟ مبرراً، فقد قام كبير قادة الإصلاح الفريق محمد اليدومي بكشف ما كان مستوراً من خلال ما وصف بأنه بيان التجمع اليمني للإصلاح، لكن تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية جاء مذيلا باسم محمد اليدومي.
اسم صاحب البيان ليس مهما، لكن المهم هو ما تضمنه ذلك البيان، والذي نص على ” إن عدم تنفيذ ما تم الإتفاق عليه من تنفيذ الشق العسكري والأمني سيجعل ولادة الحكومة أمراً متعسراً وغير قابل لأعذار لا معنى لها”.
هذا بالضبط ما عنيناه عندما تحدثنا عن فزورة “البيضة والدجاجة”، المشهورة في التراث البيزنطي المعروف.
محمد اليدومي ليس غبيا، لكن تجربته في عالم المخابرات والجاسوسية والسياسة، تجعله يتصنع كل المظاهر والسلوكيات التمويهية بما في ذلك ادعاء عدم المعرفة، ولا أقول التظاهر بالغباء.
في هذا السياق، سينبغي تذكير رئيس حزب الإصلاح أن عقدة أسبقية الملحق السياسي على الملحق الأمني والعسكري كانت هي من أدى إلى ولادة “آلية التسريع” التي نصت على تشكيل الحكومة (التي سميت بحكومة المناصفة) خلال 30 يوماً، لتتولى هي الإمساك ببقية الملفات ومنها وعلى رأسها بطبيعة الحال الملف الأمني والعسكري، وطبعا الاقتصادي والخدمي والإنساني، مما لا يخطر على بال الإخوان في قيادة الإصلاح.
لقد اتضح من يعطل تشكيل الحكومة وقالها الأخ اليدومي بلسانه وليس على لسان مصدر مسؤول أو ناشط من ناشطي الإعلام الإصلاحي، ومضمون كلام الفريق اليدومي فحواهُ:
أيها الجنوبيون!
سلموا رقابكم وقواتكم ومواقعكم وأسلحتكم ومدنكم وأفراد مقاومتكم للقادة الراهنين الذين يسلمون المدن والمحافظات والمعسكرات للحوثي، ليقوموا بإلحاقها بمحافظة الجوف والبيضاء ،وصرواح وميدي وفرضة نهم وغيرها من المناطق التي سلمها هؤلاء القادة الأفذاذ للحوثيين، قبل أن تفكروا بأي حكومة تسلم الرواتب للموظفين وتعيد الخدمات المدمرة، وتنهي المجاعة والأوبئة وتُفَعِّل القضاء والقانون، وتتكفل بقيادة المقاومة الحقيقية الهادفة لدحر جماعة إيران في اليمن.
يا سعادة الفريق!!
كلامك يقول أن لا حكومة بدون ترضيتك أنت وحزبك وقواتك التي تتفوق في عدد هزائمها على أصغر كتيبة أو فصيلة (شرعية) تقاوم (انقلابيين) في العالم، رغم التهامها لكل موازنة الحرب البالغة عشرات المليارات بالريال السعودي والدرهم الإماراتي والليرة التركية والريال القطري والريال اليمني.
فهل أنت جاد في ما تقول؟
هل فعلا ستعطل أنت وحزبك تشكيل الحكومة؟
وهل ستواصل أنت وحزبك ومن يتحالف معكم، حرب التجويع والخدمات بجانب حرب القذائق والقاصفات على الجنوب والجنوبيين؟
وهل ستستمر عصابات القتل والسطو والنهب في تعز، كما في شبوة وسيئون ما لم تلبَّ مطالبكم؟
نعرف أن معاناة الناس في محافظات الجنوب لم تعد تعنيكم، لأن الجنوب هو منطقة معادية بالنسبة لكم، لكن على الأقل ارفقوا بأهالي تعز، والساحل الغربي، وما تبقى من محافظة مأرب، فضلا عمن يخضعون لهيمنة وقمع وتسلط الحوثيين، الذين لم يخطروا لكم على بال، وبرهنوا فعلاً أن الحوثي عدوكم وأن حربكم معه حربٌ حقيقية، وليست مجرد تمثيلية طوييييييلة، عمرها ست سنوات وقد تطول؟ وأنكم أنتم والحوثيين لا تقومون بتبادل الأدوار في هذه المسرحية المملة والمقرفة!
هل ننتظر منكم نفيا لما نقول؟
وهل ستقدمون برهاناً على أنكم مؤهلون لمواجهة العدو الحقيقي وهزيمته؟
أم إن انتصاراتكم لا تتحقق إلا في أرض الجنوب، وتتحولون أمام الحوثيين إلى ما عناه الشاعر، عند ما قال:
أسدٌ عليَّ . . . . ؟؟؟