هل ستسقط مأرب بيد الحوثيين؟
تتزايد المخاوف خلال الأيام الماضية من دخول الحوثيين مدينة مأرب التي تعد أهم معقل للحكومة اليمنية الشرعية شمالي اليمن.
وتأتي هذه المخاوف بعد سلسلة من الهزائم التي تكبدتها القوات العسكرية الموالية لحزب الإصلاح في عدة محاور من جبهة مأرب، والتفاهمات القبلية التي عقدتها قيادات قبلية موالية للحوثيين مع قبائل في طوق مأرب، والتي ربما تفضي في نهاية المطاف لتمهيد الطريق للميليشيات الحوثية لدخول مأرب.
وقال مصدر قبلي لـ“إرم نيوز“ إن عددا من قبائل مأرب عقدت اتفاقات بعضها سري يقضي بعدم تحويل أراضيهم إلى مساحات مفتوحة للقتال بين الحوثيين وقوات الشرعية بعد التقدم الذي أحرزته ميليشيات الحوثي قبل عدة أسابيع، باتجاه مدينة مأرب، بعد تخاذل قيادات عسكرية موالية للإصلاح بمد قبائل بالسلاح والذخائر ونقل عدد من الألوية العسكرية التي كانت تتمركز في مناطقهم إلى مناطق أخرى باتجاه المحافظات الجنوبية قبل عدة أشهر.
وأكد المصدر أن قبيلة آل أبو عشة في مديرية ماهلية جنوب مدينة مأرب، التي عقدت اتفاقا لتسهيل دخول الحوثيين عبر أراضيها، كانت ضمن سبعة اتفاقات مع قبائل مأربية أخرى، رأت أن قتالها ضد الحوثي سيجلب لمناطقها الدمار خاصة مع توقف الدعم العسكري من قبل الجيش الوطني لمواجهة التمدد الحوثي.
ونص الاتفاق على منع القوات الموالية للشرعية من الوجود في أراضيها، وفتح وتأمين الطرقات أمام الميليشيات الحوثية وعدم اعتراض مرورها، مقابل وقف أي مواجهات في تلك الأراضي القبلية، ما ساعد بشكل كبير في تقدم الحوثيين نحو مناطق جديدة.
قتال ضارٍ من الجيش والقبائل
وفي المقابل تشهد بعض الجبهات المتاخمة لمدينة مأرب، قتالاً داميا بين الجيش الوطني ورجال قبائل مأربية أخرى من جهة والميليشيات الحوثية وبعض رجال القبائل في مأرب الذين انخرطوا مع الحوثيين من جهة أخرى، وساعدت هذه المواجهات إلى الآن في وقف التقدم الذي كانت تحرزه الميليشيات الحوثية في بعض مناطق مأرب.
كما أكدت المصادر أن طائرات التحالف العربي، المساندة للجيش اليمني، شنت يوم الثلاثاء، عشرات الغارات الجوية على مناطق متفرقة من مديريتي الماهلية ورحبة، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى من عناصر الميليشيات الحوثية.
وخلال الأيام الماضية، وفق مصدر محلي بمدينة مأرب، تحولت مدينة مأرب إلى موقع هائل للتعبئة العامة لحشد المقاتلين والجنود من مختلف المواقع العسكرية، والدفع بهم نحو الجبهات الامامية لمواجهة الحوثي، كما أسندت مهام التحشيد إلى بعض زعماء القبائل الموالية للجيش، لتسريع عملية رفد الجبهات بالمقاتلين من أبناء القبائل.
وتسعى الميليشيات الحوثية إلى تطويق مدينة مأرب من ثلاث جبهات، جبهة صرواح وصولا إلى الطلعة الحمراء، وجبهة مناطق الجدعان، وجبهة قانية في محافظة البيضاء جنوب غرب مأرب، بهدف تشتيت القوات الموالية للشرعية، والاستفادة من وجود ثغرات إثر التفاهات مع القبائل المحيطة بمدينة مأرب.
وتكتسب محافظة مأرب الخاضع مركزها لسيطرة القوات الحكومية، أهمية استراتيجية بالغة، بصفتها مركز العمليات العسكرية لقوات الجيش اليمني ضد ميليشيات الحوثيين، وترتبط جغرافيا بعدة محافظات يمنية، إلى جانب وجود حقول النفط والغاز على أراضيها.