ثقافة
قصة قصيرة / الصّباحُ والرصاصُ
بقلم:سائدة بدران …….
في ذلك الصباح، من ذلك اليوم لم ينظر الى ساعةِ الحائط ولم يفتح هاتفه بسرعة لينظر الى الرسائل الواردة. في الطريق الذي بدى طويلا اليوم بالرغم من انه ذاته الذي يقطعه كل يوم، فجأة قطعته رنّةُ رسالة أخرى…
قال لهم بصوته المُرتجفِ:
أنا كل يوم أمرُّ من هنا / أعمل معها نعم معها أخبريهم هي تعرفني ليس معي شيء انا ذاهب للمعهد أعمل هُ.ا.ا…
صرخت وهي ترتجف نعم لا تقتربوا منه، أنا أعرفه ليس معهُ شيءٌ لا لا لا
وأصواتُ الرصاص تدوي في الأزقة!
السّابعةُ صباحًا!
من الأعلى كان يضحكُ منهمُ ، يضحكُ من هوسِهِم ، يضحك ويضحكُ ويضحكُ ، فقد صار الأعلى…
في ذلك الصباح والرصاص.
** أُخرى
كانَ يقفُ عندَ كلِّ مرآة يراها، ينظرُ! وينظرُ
فجأة وفي كلِّ مرّة يسمعُ صوتَ “تحطّمٍ”…فيعاودُ النّظرَ للمرآة ليراها كما هي!
ولكن هذه المرّةّ!
عندما استدارَ لِيُكملَ طريقهُ… تدمّتْ قدماهُ من شظايا قلبه على الأرضِ داستها الأرجل.
*** وطنٌ
– ولماذا تحملونَ هذه الأكياسَ معكم؟ خذوا هذه الحقائب أنها انفع للسفر وأجدى لوضعِ الأشياءَ فيها للحفاظ عليها!
نظروا له، نظرةَ القريبِ أمامَ الغريبِ
– من الأكياس سيسيلُ الذلّ والهوان، وكُلما مرَّ يومٌ اخر وكُلَّما سارتْ الخطوةُ بِنا الى الطريقِ ستفرُغُ الأكياسُ من ظلمٍ وطغيانٍ.
وسيبقى في القلبِ الوطن… هناك حفظناهُ.
**** عتبةُ الزمنِ
كانت تلك الحالةُ الصافيةُ تأتي…
سمعتْ صوتًا!
لم تُعرهُ سمعها، وبسرعةٍ أخذتْ ورقةً بيضاءَ بيضاءَ، تذكّرتْ كلمةً ، كتبتْ كلمةً ،
كسرتْ الزّمنَ بكلمةٍ ، عبرتْ الزّمنَ بكلمةٍ ،
وعندها أضاءتْ عتبةُ الزّمنِ،
بكلمةٍ…
***** القَيْدُ
وكيفَ تصبرُ على ما لم تُحطْ به خبرا؟!
هنالك صباحاتٌ خُلقتْ من الملكوت، ونزلتْ أرضنا من علياء الخلقِ…
مُستلقيةٌ ما بين بين، نصفٌ منَ الظّلامِ نصفٌ منَ النورِ، دماءُ كثيرةٌ تسيلُ من معصميها، ولا تشعرُ بالألمِ!
فُكَّ قيدهُا في ذلك الصباح…
وأحاطتْ خبرًا، رأتْ فاستدلّتْ، قيدُها وهمُهُ.
كُسِرَ وعادتْ حُرّةً…
وأعادتْ له وهمهُ على هيئةِ الحقيقةِ.
****** شمعةٌ
في ذلكَ الظّلامِ الدَّامسِ الذّي زاد على ظُلمتِه قيظَ أواخرِ اب وبعضٌ من أسوارِ الحصارِ.
ثلاثة همُ!
ثلاثةٌ دون أوّلِهم.
ثلاثة في ضوءِ الشمعةِ يريدون ان يقتلوا “الشّبح” بشمعة!
شمعةٌ من النّور لتضيءَ الظّلام.
ثلاثة جثث صغيرة هامدة، عيونٌ مكسورةٌ
وأبٌ يريدّ أن يقول فلا يقول :
في غزّةَ فقط تتحوَّلُ الشمعةُ إلي قاتلةٍ.
فكيف احاسبُ شمعةً؟!.
*أخيرةُ
في اخر كلِّ حقيقة، بداية…
*بدايةٌ
لم ترتدي اجملَ ما عندها، بل مسحتْ آثار آخرِ حقيقة عنه من عيونها.
أخبرها قائلا: اليوم فقط رأيتُ ضحكةَ عيونكِ، فاقتربتُ للبداية…