اليمن: تعددت الأسباب والارتزاق واحد !!
اليمن: تعددت الأسباب والارتزاق واحد !!
كتب : فهيم الميوني //
الوطنية والسيادة في اليمن مسميان لم يعد لهما معنى في قاموس السياسة اليمنية، ويستخدمان كشعار للاتجار بقضية الشعب والارتزاق من قبل كافة الأطراف اليمنية شمالا وجنوبا ولا يستثنى منها أحدا، ومع استمرار الحرب وطول امدها انتفخت جيوب المنتفعين وتفتحت شهيتهم للحصول على المزيد من الملايين لتوسيع الاستثمارات الشخصية للقادة واتباعهم بمختلف درجاتهم، الذين وجدوا لهم اوطان جديده غير اليمن ووجهوا ثرواتهم المكتسبة نحوها في تركيا ومصر والأردن وبلدان أوروبا وماليزيا وجزر الكاريبي وربما في كواكب أخرى.
التغني بالوطنية والسيادة والوحدة أصبحت عنوانا واسعا للارتزاق ، يتخفى تحت مظلتها مرتزقة العهد الجديد ،اذ يتسابق الساسة اليمنيون افرادا وجماعات لتقديم الولاء للدول المتنافسة والمتصارعة في اليمن بدعوى الحرص على مصالح اليمن وشعبه ، يتبارى خصوم النضال والقضية ودعاة تحرير البلاد من الحوثيين فيما بينهم ، ليظهر كل منهم بان تبعيته مع هذه الدولة او تلك هو من اجل الوطن وسيادته في مواجهة بقية الأطراف التي يصنف تبعيتها لدول أخرى بالارتزاق ، في الوقت الذي تؤكد فيه الوقائع بالسلوك والممارسة ، ان الكل واقع في دائرة الارتزاق في مزاد علني تتفاوت فيه الاثمان بين عشرات الملايين وفتات الملايين بحسب الاوزان والقدرة على المساهمة في التخريب والتدمير وقهر الخصوم من المرتزقة الاخرين . ولأول مرة في تاريخ اليمن الحديث ، اصبح مصير ومستقبل اليمن ليس بيد ابناءه كما كان في الماضي ، حيث كان للعامل الخارجي تأثيرا في الصرعات الداخلية ولكنه لم يكون العامل الحاسم كما هو اليوم ، فاليمن لم يعد لديها رجال او قادة بمعنى القادة ،بل اتباع ومرتزقه يتوزع ولائهم بين ايران والسعودية والامارات وقطر وتركيا وعٌمان ، ووجود عملاء لأمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا ، الكل يجاهر ويتفاخر بتبعيته وارتزاقه جهارا نهارا باسم القضية اليمنية ومصالح الشعب والذود عن سيادة الوطن ووحدته ، واذا ظهر أي صوت حر او موقف حقيقي لصالح اليمن سرعان ما يتكالب عليه المرتزقة والاتباع الاوفياء لجيوبهم ، لقهره ومحاصرته والتشكيك في مواقفه ، ولا يترددوا فعل أي شي للبيع في سوق النخاسة دون خجل او وجل بعد ان انهارت وضاعت كل القيم الوطنية والأخلاقية وانعدم سلوك ومواقف الرجال على مستوى القادة الذي لا يمتلكوا صفة واحدة من صفات القادة المتعارف عليها في قاموس السياسة والقيادة.
ومع سيادة مدرسة الارتزاق وتشجيعها من قبل الرعاة الاقليمين والدوليين، فلم يعد هناك أي وجود لقوى يمنية مستقله او قرار مستقل، والسيادة والوطنية ليس لها مكان، ومن المؤكد ان الحل في اليمن وتقرير مستقبله سيتقرر من خارجه ولن يكون على يد ابناءه. ومن الأفضل لكل الفرقاء في اليمن الصمت والتوقف عن المزايدات باسم السيادة والوطنية والوحدة، اذ ان عنوان النضال اليوم يقوم على شعار ” تعددت الأسباب والارتزاق واحد “