بدء أعمال المؤتمر السنوي لقادة وزارة الداخلية في العاصمة المؤقتة عدن
برعاية فخامة الأخ الرئيس المشير الركن عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن، ورعاية وحضور دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، دشن معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المهندس أحمد بن أحمد الميسري، اليوم، أعمال المؤتمر السنوي لقادة وزارة الداخلية والذي يستمر يومين، تحت شعار “إعادة بناء مؤسسة وزارة الداخلية وتطبيق النظام والقانون”.
وخلال الافتتاح ألقى رئيس الوزراء كلمة بمناسبة إنعقاد المؤتمر السنوي لقادة وزارة الداخلية، نقل في مستهلها تحيات المناضل الكبير فخامة الرئيس المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن، بمناسبة العام الجديد، عام البناء في القوات المسلحة والأمن .. متمنياً لهم عاماً حافلاً بالعطاء والعمل من أجل تحقيق الأهداف الوطنية الكبرى، لما فيه أمن الوطن اليمني، وأمن المجتمع، وأمن العاصمة الجميلة والرائعة عدن.
كما رحب رئيس الوزراء بالحاضرين، رئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس المحكمة العليا ومحافظو محافظات تعز، ولحج، وأبين، والضالع، والحديدة، والقائم بأعمال محافظ محافظة عدن والقادة العسكريين والأمنيين، وممثل شرطة الإمارات في التحالف العربي.
وقال “أحييكم وأشد على أياديكم وأنتم تخوضون معارك البطولة للذود عن القيم النبيلة لشعبنا اليمني العظيم، في دفاعه عن نفسه ضد المليشيات الحوثية العنصرية السلالية الإيرانية، فتحية لكم وحدات وضباطاً وجنوداً حيثما كنتم في قرى ومدن وسواحل ووديان وصحاري الوطن الغالي، ولقد كنتم أيها الأخوة المناضلون الساهرون على أمن الوطن والمواطن في مقدمة الأبطال الذائدين عن حياض الوطن، المدافعين عن مقدرات الشعب ومكاسبه عن حياة المواطن وما يملك من مال وولد، فاستحققتم تعاطف المواطنين واحترامهم ومحبتهم، وإنني أرجو أن تواصلوا هذا النهج النبيل في حياتكم، وفي عملكم وفي تعاملكم مع شعبكم، إن تضحياتكم الكبيرة هي محل اهتمام دائم من قائدكم الأول القائد الأعلى المشير عبدربه منصور هادي ومواطني بلدكم”.
وأضاف “فلتمضوا يا أبطال الأمن، حماة الاستقرار، أحفاد لبوزة وقحطان وسالمين وفتاح وعنتر ومصلح وشايع والمسييلي وسعيد صالح وجعفر، على نهج الوفاء لشهداء سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ومايو العظيم، فلتمضوا ونحن معكم وإلى جانبكم دفاعاً عن الجمهورية والوحدة دولة اتحادية، ولتمضوا على ذات الطريق وذاك النهج وذات القيم والشعب اليمني كله معكم يساندكم في السراء والضراء، ويتعاطف مع شهدائكم، شهداء الوطن والحرية، شهداء المستقبل والعدالة الاجتماعية”.
ونوه رئيس الوزراء إلى أن الاجتماع السنوي يأتي وبلادنا تمر بمرحلة دقيقة من تاريخها، وقد أخذتم على عاتقكم حماية الوطن وأمنه واستقراره، وأن أمننا منوط بجهودكم المشتركة مع زملائكم في القوات المسلحة، وإنني متأكد أنكم تدركون اليوم، وقبل غيركم قيمة السلام والاستقرار ومعناه في المناطق المحررة وخاصة في العاصمة المؤقتة عدن، فعدن هي رمز السلام، وهي مدينة الوئام، والمدينة التي احتضنت الزبيري والنعمان وأحفادهم القادمون إليها من كل مكان في يمننا الحبيب.
وأكد أن عدن هي مدينة المقاومة الوطنية الباسلة، ورجالها الأبطال الذين تصدوا للجحافل الحوثية، المدينة التي لقنت العصابات الانقلابية دروساً في التضحية، ومرغت بأنفها الأرض عندما ظنت أن عدن سهلة المنال، فدُحرت وهُزمت في عدن، وكان ذلك بداية الهزيمة في كل أنحاء اليمن، تحية لمقاومة عدن، وتحية لرجالها المغاوير الأبطال، في هذه المناسبة وفي كل مناسبة وتحية لكم جميعاً، ومن تمثلون من رجال الأمن وأنتم تواجهون الصعوبات وتقاومون الطغاة، وتقاومون الإرهاب وخلاياه، وعناصره الإجرامية، فتضحياتكم لن تذهب هدراً، فكل شهيد استشهد في مواجهة الإرهاب إنما استشهد دفاعاً عن الآلاف من أبناء الوطن وعن الوطن، سوف تنتصرون وينتصر معكم الشعب اليمني على هذه الآفة الخطيرة، وفي قابل الأيام سوف تعزز جهود القوات المسلحة والأمن في مواجهة الإرهاب.
وأشار إلى أن شعار المؤتمر السنوي هو رسالة عميقة لكل وطني غيور على أرضه ووطنه وشعبه، ولقد اخترتم وتبنيتم نهجاً صحيحاً، وأسلوباً في العمل يقوم على إحياء العمل بالقانون والنظام، ولفت إلى أن الشعوب لا تحيا إلا في ظل القانون، ولا تنمو إذا ضاع النظام .. مشدداً على ضرورة تطبيق القانون، في كل الأوقات والأزمان، وتطبيقه على الكبير والصغير، والقوي والضعيف والغني والفقير وحينها ستجدون الشعب كل الشعب يقف مؤازراً لكم ومدافعاً عنكم، كما تدافعون عنه.
وأكد رئيس الوزراء أن السلام والاستقرار غايتنا، والأمن أمن عدن، وأمن اليمن أمن المواطن والوطن هدفنا، عدن حاضرتنا التي تنشد الأمن والأمان، وترنوا وتتطلع لمستقبل زاهر لا يتحقق إلا في ظل الاستقرار، لنسعى لسلام وأمن دائم في عدن، فهي واجهتنا للعالم، السلام والأمن أولاً، والسلام والأمن ثانياً، والسلام والأمن دائماً.
وقال “أيها الأخوة الأبطال قادة الأمن والقوات المسلحة، قادة المقاومة ورجال السياسة عدن تسعنا جميعاً على اختلاف مشاربنا، على تنوعنا السياسي والحزبي وحتى المناطقي والمذهبي، وأكثر من ذاك تنوعنا الديني والعرقي، القبول ببعضنا البعض دون عنف سبيلاً لبناء الأوطان، وتشييد العمران، لا تقدم في ظل الاضطراب والفوضى، علينا أن نمنح عدن فرصة لالتقاط الأنفاس، واستعادة المكانة التي كانت عليها في العقود الماضية”.
وأضاف “عدن مدينة التجارة والصناعة والسياحة والسياسة المنفتحة على الآخر المُختلف، وهي عاصمة اليمن اليوم، أتيحت لها فرصة تاريخية نادرة فلا تضيعها، وتحقيق هذه المكانة الاقتصادية والتجارية والريادية بين مدن اليمن لا تأتينا طائعة، بل أن علينا السعي لها، لأجلنا ولأجل أولادنا وأحفادنا، والمستقبل وباختصار عدن هي مدينة الوحدة والتنوع، فإذا خرجت الحياة فيها على هذه القاعدة على هذه القيم اضطربت، لا يحكم أحدٌ بمفرده في عدن، ولنا في تاريخنا عبرة ودرساً”.
وأكد الدكتور بن دغر، الوقوف مع قيادات الوزارة الجديدة لتحقيق التوصيات التي انتهى إليها تقريرهم، وسنعمل على استكمال بناء الوحدات الأمنية في العاصمة وبقية المحافظات المحررة، وصولاً إلى محافظات اليمن كلها، وسنهتم بكوادر ورجال الأمن تأهيلاً وتدريباً وبناءً وسوف تنتظم مرتبات الأمن والجيش قريباً، ونحن الآن ننتظر موافقة القائد الأعلى قريباً على مرتب شهر جديد، كما سنقوم بتحسين مستمر للغذاء والمهمات والتسليح لكافة الوحدات وأفراد القوات المسلحة والأمن، وصولاً نحو جاهزية مطلوبة وضرورية ونهتم على وجه الخصوص بالمقاتلين على خطوط النار، لهم هنا تحية حارة، وتعظيم سلام لبطولاتهم وتضحياتهم، وشجاعتهم وإقدامهم.
وأشار الى إن نجاح الخطط الأمنية مرهون بمدى قدرتكم على خلق علاقات متينة مع أفراد المجتمع وهيئاته ومنظماته، خلق حالة من الثقة والاحترام المتبادل، الشرطة في خدمة الشعب ليس شعاراً مؤقتاً بل شعار دائم فاحرصوا عليه، ولقنوه كل ضابط وجندي وكل نصير للشرطة والأمن، ينبغي أن نقرن أفعالنا بالأقوال، ولفت إلى أنه سيمكن قيادات الوزارة من تنفيذ الخطط الأمنية، وقد تحدثنا إلى قادتكم بشأن الخطة الأمنية، والخطط الفرعية، ابتداءً من عدن ووضعت محل المناقشة والتنفيذ بتعاون كل الجهات، وبالتنسيق مع أشقائنا في التحالف أشقائنا الذين يقفون معنا على خط النار ويبذلون ما بوسعهم مالاً ورجالاً ومواقفاً، فلهم هنا كل التحية والاحترام.
وقال رئيس الوزراء “علينا أن نجعل العلاقة قانونية بين الأمن وأجهزة التحري والبحث من ناحية والنيابة العامة والقضاء من ناحية أخرى، علينا أن نخضع أقوالنا وأفعالنا للقانون إن أردنا الخروج مما نحن فيه، وأن حماية المواطن وحقوق المواطنة حقوق الإنسان بما هو إنسان ليست قابلة للتجزئة، ولا يجوز لأحد منا أن يأخذ بها اليوم، ويتركها غداً أن يعطيها لهذا ويمنعها عن الآخر، ولليمني حقوق لا تنتهك ولا تمس، كما للإنسان ذات الحقوق، فاجعلوها جزءاً من عقيدتكم العسكرية والأمنية، ويجب أن تتوقف الانتهاكات في نقاط التفتيش، وأن يعامل المواطن بما يستحق من الاحترام وأن تتوقف الأخطاء فوراً ودون شرط، فهي خطيئة تطرح اليوم في مجلس الأمن ويتم مناقشتها، دون أن يدرك البعض مدى فداحة ما يفعل ليس قائداً حقيقياً من يجهل هذه الحقوق، وليس قائداً حقيقياً من لا يدرك أن هذه الحقوق واجبة التنفيذ ملزمة لكل قائد ورجل دولة وموظف”.
وأضاف “لقد تمكنا بقيادة فخامة الرئيس ودعم سخي من المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة من وقف التدهور المريع الذي عاشه الريال اليمني واقتصاد البلاد خلال الأيام الماضية، وكانت تلك عاصفة إنقاذ اقتصادية من الملك سلمان، تجاه شعبنا وبلدنا، ولفتة كريمة، تلتها قرارات دول مجلس التعاون الخليجي بتسريع عمليات الإغاثة وتكثيفها، وبإذن الله سوف تصل شحنات من المشتقات النفطية للكهرباء قريباً، وسوف تتحسن بشكل عام الخدمات، وسوف يعود سعر صرف الريال تدريجياً إلى حالته، وسوف يتعافى نهائياً من أزمته، إننا نحتاج الآن للسلام أكثر من أي وقت مضى”.
وأردف رئيس الوزراء بالقول “علينا ألا ننسى أبداً أننا في حالة حرب مع عدو غاشم، عدو لا يفرق بين شمالي أو جنوبي، ولا يعرف معنى للوطنية، عدو يسعى للسيطرة، وإن بدا للبعض منا أنه يقاتل غيرنا، لنتذكر أن هذا العدو لم يتوقف في حاشد وعمران، واحتل صنعاء وتعز وإب وذمار، ويقاتلنا ويقتل أهلنا في تعز والبيضاء ومأرب والجوف، كما اقتحمت جحافله عدن وكثيراً من المحافظات لقد دمرت هذه العصابات كل شيء وقتلت دون تمييز، ولولا نجدة أخوية وعاصفة حزم سلمانية، وهبة عربية لكان وصعنا مختلفاً، شكراً باسمكم لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين، وشكراً لقادة الإمارات لدورهم الريادي الفاعل والمتميز بالحضور القوي، شكراً لكل العرب في الخليج وفي وادي النيل وفي مشرق الوطن ومغربه”.
وأكد رئيس الوزراء، أن الحوثيين سينهزمون عاجلاً أم آجلاً لأن اليمنيين أصحاب حق، ودعاة سلام، وسينتصر جيش اليمن الوطني المغوار، وعبر عن شكره لأبطال الجيش الوطني في جبهات القتال، وتحية إجلال وإكبار للشهداء الأبرار وشهداء الأمن والقوات المسلحة والمقاومة والشعب اليمني كافة .. مجدداً الرفع باستمرار من مستوى الاهتمام بأسر الشهداء، والعمل دوماً على تحسين وضع الجرحى والمعاقين منهم الذين أصبحوا يحصلون على راتب منتظم وبتوجيه من فخامته، وجهوا اليوم باستيعاب من بقي منهم خارج إطار الجيش والأمن.
ومن جانبه ثمن معالي نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس أحمد الميسري، انتصارات الجبش الوطني والمقاومة الشعبي في كافة جبهات القتال التي تساهم في القضاء على ما تبقى من هذه العصابات الحوثية المجرمة، وقال: نجتمع اليوم بكافة منتسبي وزارة الداخلية بقطاعاتها المختلفة للعمل على استكمال بناء وزارة الداخلية للقيام بواجبها الوطني تجاه الوطن والمواطنين في المناطق المحررة وتحقيق السكينة العامة والسير خلف القوات المسلحة والمقاومة الشعبية لإستلام المناطق التي ستتحرر تباعاً لتأمينها من عبث الطوابير الطويلة من ذوي النفوس الضعيفة، وأضاف: اننا في وزارة الداخلية ننطلق اليوم مستندين على الجهود المبذولة في المرحلة السابقة في ظروف بالغة الصعوبة للأخ الفريق الركن حسين محمد عرب مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الأمن الذي وجب له كل الشكر والتقدير.
وجدد التأكيد على الوقوف صفاً واحداً خلف الذي أبى وقاد التصدي للمشروع الحوثي الإيراني بدون جيش أو أمن او دولة كمؤسسات أحكم الانقلابيون ومن تحالف معهم السيطرة عليها في وقت مبكر وبقي وحيداً خلفه الشعب اليمني الحر المجرد من القوة وأدوات الدفاع عن نفسه ربان سفينة الوطن وقائدها رمز الدفاع عن عقيدة أهل السنة والجماعة رمز الدفاع عن الشعب اليمني فخامة الأخ المشير عبدربه منصور هادي .. الذي هب الشعب اليمني خلفه بما لديهم من امكانيات أسست لثورة شعبية باسلة في ربوع اليمن وكانت نقطة الإنطلاق من هذه المدينة، ومن هنا تحديداً من مدينة عدن الباسلة الحرة، عدن الرافضة بأهلها الأحرار للظلم والإستبداد، وتشكلت منها المقاومة الشعبية للدفاع عن عدن وباقي المحافظات التي حققت الإنتصارات العظيمة معمدة بدماء الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن العرض وعن الأرض والعقيدة.
وتابع حديثه قائلاً: إن إطلاق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عاصفة الحزم للدفاع عن الشعب اليمني ومساندة مقاومته الباسلة، ووقوف دول الخليج العربي والأشقاء السودان وفي مصر وباقي دول العالم الإسلام إلى جانب عاصفة الحزم والتحالف العربي والمشاركة فيها بالتدخل الذي جاء لإعادة الشرعية الدستورية للرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته وجيشه الوطني ومقاومته الشعبية وتوفير الحماية للشعب اليمني، كان له الأثر الكبير في افشال المشروع الإيراني الخبيث، وإعطاء دعماً غير محدود للمقاومة وإعادة تشكيل الجيش الوطني من أنقاض المعارك، وهنا تجب الإشارة للدور الريادي بالتحالف العربي لدعم الشرعية لدولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بقائدها الرمز سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، من قاموا خلال معارك التحرير بالوقوف إلى جانبنا وجانب الأشقاء في المملكة العربية السعودية والسودان وقدموا خيرة شبابهم.
وأِشار إلى أنهم اليوم يقومون بدور رائد في جبهات القتال المشتعلة للمساعدة في تحقيق الأمن والإستقرار في المناطق المحررة، وقال: ونحن على ثقة تامة بإذن الله من تجاوزنا لبعض الإشكالات العالقة في إدارة تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة مع الأشقاء بالتحالف بما يحقق المصلحة العليا للشعب وبما يمكن أجهزة الدولة المختلفة من القيام بواجباتها كل في مجاله وبما يحقق الدور النبيل للأشقاء في دول التحالف من خلال إعادة الشرعية وتمكينها من استعادة مؤسساتها.
وقال الوزير الميسري: ان أدوار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان، ودولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان ومشائخ وقادة الدولة ودور الأشقاء العرب ستظل ديناً في أعناقنا نحن اليمنيون ولن ننساها وسندونها في كتب مدارس أولادنا وستظل الذاكرة اليمنية حافظة لما قدموه لنجدتنا وعوننا في لحظة تاريخية في لحظة ضعف ووهن مررنا بها لأسباب كثيرة يعلمها الجميع.
وذكر أن الساعين إلى احداث بلبلة في المناطق المحررة لا يخدمون إلا المشروع الإيراني وأذنابه، وندعو الشعب لعدم الإستماع لصوتهم النشاز لأن ما يقومون به لا يوصلنا إلا لإحداث فوضى لن تؤدي إلى النتيجة التي يسعون لها، ولا يغرهم التساهل والسكوت عن دعوات العبث المعلنة بالسكينة العامة للمجتمع والتي تأتي حمايتها في صلب مهام وزارة الداخلية لأننا سنقوم بواجبنا اللازم بكل حزم للحفاظ على السكينة العامة وأمن المجتمع من عبث العابثين والمخربين تحت شعارات كاذبة ما انزل الله بها من سلطان.
وأضوح أن المشاركين من قادة وزارة الداخلية في المؤتمر السنوي سيقفون أمام العديد من القضايا الأمنية وغيرها من المسائل ذات الصلة لهموم المواطنين وذلك من خلال استعراض ومناقشة عدد من الوثائق الأساسية يأتي في مقدمتها تقرير الانجاز السنوي للعام 2017م، كما يتضمن جدول اعمال المؤتمر مشروع الخطط السنوية للوزارة لعام 2018، وأشار إلى حرصهم على أن تكون الخطة واقعية وموضوعية تستوعب الإمكانيات والقدرات وتلبي متطلبات الوزارة والأمن بمختلف جوانبه وتستجيب لتطلعات واهتمامات المواطنين والمتطلعين إلى وضع أمني مستقر بالشراكة مع الأشقاء في التحالف العربي من أجل تعزيز العمل الأمني المؤسسي للوزارة ودعمها وتوحيد مركز السيطرة لكل الجهات التي لها علاقة بالمهام الأمنية ذات الصلة ومنها الحزام الأمني في عدن والمحافظات الأخرى، والتي أدوت مهام عظيمة في حفظ الأمن والإستقرار ومكافحة الإرهاب في لحظة ضعف مرت بها الدولة ووزارة الداخلية.
ولفت إلى أن بعض الأعمال شابتها بعض الأخطاء التي لا يخلوا أي عمل كبير منها، وإلى أن المؤتمر ينعقد اليوم في هذا العام تحت شعار “اعادة بناء وزارة الداخلية على اسس وطنية وتطبيق النظام والقانون”، وهو ما يعني انهم سيواصلون مسيرة البناء المؤسسي لأجهزة الأمن المختلفة، وقال: وحين نقول انها على أسس وطنية فأننا نعني ما نقول انطلاقا من ايماننا العميق بمسألة ترسيخ وتكريس اللحمة الوطنية في صفوف منتسبي وزارة الداخلية بعيداً عن الحزبية والمناطقية المقيتة والولاءات الضيقة القروية، وسنعتمد معايير التنظيم والتخطيط السليم والكفاءة والنزاهة والجودة الشاملة وهو ما نعتبره حديث القرار والإرادة التي تتبعها وزارة الداخلية في اطلاعها بمهامها وواجباتها ومسؤولياتها الملقاة على عاتق منتسبيها من رجال الشرطة والأمن وفقا للأنظمة والقوانين.
وأكد وزير الداخلية الميسري، أن الأمن مسؤولية الجميع والمجتمع جزء من هذه المسؤولية وطالب المجتمع والأجهزة الأمنية المختلفة بالتعاون مع وزارة الداخلية لإنجاح مهامها، وقال: أود الإشارة إلى ان استهداف رموز الدعوة الإسلامية من خطباء ودعاة وأئمة المساجد هو من الملفات التي كلفنا بها خيرة ضباط وزارة الداخلية ومعهم عدد من ضباط الأجهزة الأمنية وتحت اشرافنا المباشر لإعادة التحقيق بشأنها وتجهيز ملفات التحريات حول كل هذه الحوادث وغيرها والتي تسير بشكل ممنهج لإسكات الأصوات المعتدلة لترتفع أصوات الإرهاب وحدها .. وسنكشف بإذن الله تعالى عن القتلة عندما تتوصل الأجهزة الأمنية إلى الخيوط التي تثبت تورط اصحاب الدوافع والمنفذين وسنعلن ذلك للشعب، كما اننا لن نترك باقي ملفات إغتيالات الغدر التي حدثت في عدن وباقي المحافظات وان الفاعلين من يتبعهم إذا ظلوا بعيدا عن يد العدالة فأنهم حتما سيعودون لتنفيذ اعمالهم في وقت لاحق.
وقال: نريد عدن ان تكون عاصمة للجميع وان يعاد إليها مظهرها الحضاري ونحن والأخوة في قيادة امن عدن لدينا برنامج متكامل لإزاحة كثير من النقاط التي لا تؤدي مهام أمنية وإنما تؤدي إلى إعاقة حركة السير وهناك برنامج بالتنسيق مع الاشقاء بالتحالف لعكس صورة طيبة عن منظر الشارع العام من خلال عدد من الإجراءات السهلة والمنشورة والممكنة.
وأختتم معالي نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس أحمد الميسري، حديثه بالقول: انني وبإسم كل منتسبي وزارة الداخلية أدعوا كل الشعب اليمني إلى اسناد الوزارة ودعمها بالمعلومة والتعاون والإلتزام بالنظام والقانون، كما ادعوا كل منتسبي وزارة الداخلية إلى شحد الهمم والعمل بوتيرة عالية لتثبيت دولة النظام والقانون على الكبير منهم قبل الصغير، واتوجه بالشكر للجنة التنظيمة للمؤتمر التي بذلت جهودا كبيرة من أجل التنظيم الجيد للمؤتمر .
وبدوره رحب نائب وزير الداخلية اللواء الركن علي ناصر لخشع، بالحضور والمشاركين في المؤتمر السنوي لوزارة الداخلية، واستعرض الجهود التي بذلت للإعداد والتحضير لهذا المؤتمر، ولفت إلى أن معالي الأخ / نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس أحمد بن أحمد الميسري، أصدر قراره الوزاري الذي قضى بتشكيل لجنة برئاسة نائب وزير الداخلية وعضوية وكلاء الوزارة وعدد من مدراء العموم للإعداد والتحضير لهذا المؤتمر، وقد باشرت اللجنة عملها من تاريخ صدور القرار وتمكنا من تنفيذ مهمتنا بنجاح حيث تم اعداد تقرير الإنجاز السنوي للوزارة لعام 2017 واعداد مشروع خطة عمل الوزارة لعام 2018، كما تم انجاز التحضيرات الإعلامية والتجهيزات الإدارية والفنية والتنظيمية الخاصة بالمؤتمر .
وقال: تكللت جهودنا بالنجاح وها نحن اليوم نبدأ أعمال هذا المؤتمر السنوي انطلاقا من قناعتنا في قيادة الوزارة بضرورة الوقوف بمسؤولية عالية لتقييم عملنا خلال العام 2017م سلبا وايجابا من خلال اعداد تقرير تقييمي شامل حيث تحتل التقارير التقييمية مكان الصدارة في مختلف الأعمال والنشاطات والفعاليات المعتملة في اطار وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية والتخصصية والشرطية والخدمية بإعتبارها المرآة التي تعكس حقيقة مستوى ما تم انجازه من مهام وهي حزام الربط الفعلي بين عملية التخطيط والتنفيذ .. كما انها الميدان الحي والصادق التي بواسطتها يتم استخلاص الدروس بكل جوانبها الإيجابية والسلبية .. وبالتالي التخطيط العملي والصحيح لمهام وافاق المستقبل سبيلا لتطوير وزارة الداخلية واجهزتها التخصصية والامنية والخدمية المختلفة والسير بها قدما صوب تنفيذ كافة المهام الجسيمة التي تمليها الدولة وترجمة تلك المهام على صعيد الواقع العملي الملموس.
وتطرق الى بعض الصعوبات التي واجهتهم، كما استعرض ما تحقق من انجازات في مجال مكافحة الإرهاب بجهود أمنية مشتركة مع القوات المسلحة في المناطق المحررة ومدعومة بشكل مباشر من قبل التحالف يضاف إلى ذلك مكافحة الجرائم الإعتبارية التي تظهرها الأرقام في التقرير العام.
وأفاد بأن الوزارة قدمت خدماتها في مجال الهجرة والجوازات التي استفادت منها بعثة المهاجرين من أبنائنا والمواطنين والطلاب في الخارج ورجال الأعمال إضافة إلى جرحى الحرب بشكل خاص.
ودعا قادة الوزارة بمختلف تخصصاتهم المشاركين في المؤتمر الى تركيز جهودهم على القراءة المحكمة لإتجاهات الخطة التي قدموا مشروعها والتي اعتمدوا في إعدادها على توجيهات خطة الحكومة وملاحظات نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية.
وأكد الحاجة الى اثراء الخطة بالملاحظات لتصبح وثيقة قابلة للتنفيذ على صعيد الواقع وعلى صعيد كل التخصصات الأمنية ليكملون بناء المؤسسات الأمنية ويحكمون قبضتهم على الأرض وفقا لتوجيهات فخامة الأخ رئيس الجمهورية المشير / عبدربه منصور هادي وتحت رعاية رئيس الوزارة وبقيادة نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية.