هل انتهى دور الرئيس هادي؟؟
خبرٌ عميق المدلول واضح المفردات نشره أحد المواقع الإلكترونية اليمنية يفيد بعقد اجتماع برئاسة الجنرال علي محسن “لتشكيل مجلس رئاسي ومناقشة ما بعد هادي”، والعنوان وحده يكفي لإثارة مئات الأسئلة المهمة والمصيرية لكن التفاصيل بقدرما تحمل من مضامين هامة فإنها تحتوي على أسئلة أهم وأكبر مما يحمله العنوان، وهو ما لم يتعرض له الخبر.
لا أحد يتمنى للرئيس هادي إلا كل خير، فهو ما يزال محل احترام الكثيرين في الجنوب على وجه الخصوص بما في ذلك بعض من تعرضوا للأذى على أيدي بعض المحسوبين عليه، لكن الرئيس أطال الله في عمره، هو في الأول والأخير إنسان مثل سائر البشر تنطبق عليه احتماليات الصحة والمرض والنجاح والفشل والحياة والموت.
الرئيس هادي هو الشرعي الوحيد في كل مكونات المؤسسة الرسمية اليمنية فهو (ومعه مجلس النواب الذي أمضى ثلاثة أضعاف فترته القانونية)، الرئيس المنتخب رغم انتهاء فترة رئاسته في ظروف الحرب والانقلاب، ولو تعرض (لا سمح الله) لأي مكروه فإن المؤسسة الرسمية اليمنية ستدخل في مأزق لا مخرج منه إلا بتطبيق النص الدستوري الذي يقضي بتولي نائب الرئيس مهمات رئيس الجمهورية لمدة ستين يوماً تتم خلالها الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، وهو ما لا تتوفر له أية ظروف لا في الشمال حيث الانقلاب والحرب، ولا في الجنوب حيث حرب الخدمات وحيثما لم يتبقَّ للشرعية سوى الرئيس هادي الذي بغيابه لأي سبب سيكون على (الشرعيين الجنوبيين) إدارك أن مكانتهم لم تعد هناك عند العتاة والمغتصبين وأن موقعهم الطبيعي هو بين أهلهم وعلى أرضهم، وأنهم سيكونون شركاء فاعلين في مشروع عظيم سيمنحهم وبالقانون أضعاف أضعاف الفتات الذي يتصدق به عليهم لصوص (الشرعية) وخاطفوها.
الموقع الذي نشر الخبر يموله بعض المهيمنين على (الشرعية) ويمكن للقارئ أن يلاحظ أنه تعمد عنونة الخبر على النحو التالي: “الجنرال يترأس اجتماعاً. . . .إلخ”، ولم يقل نائب رئيس الجمهورية يترأس اجتماعاً، كما يمكن ملاحظة أن كل الأسماء التي أشار إليها الخبر ممن شاركوا في الاجتماع، هم من الإخوة ذوي الأصول الشمالية وليس بينهم جنوبيٌ واحدٌ، وثالثا اختتم الخبر بالإشارة إلى أنه سيتم استبدال السفراء، مشيراً على وجه الخصوص إلى ثلاثة سفراء ذوي إصول جنوبية، وهذه الملاحظات أطرحها على سبيل التساؤل وليس لي من ورائها إية مآرب، وأرجو أن لا ينبري من يقول لي “نحن شعب واحد ولا فرق بين شمال وجنوب” وغيرها من الشعارات التي كان أصحابها يتحججون بأن القتل والنهب في الشمال مثل القتل والنهب في الجنوب، وكانت تلك حجتهم التي يتباهون بنجاحها، فحتى علي عبد الله صالح الذي كان صاحب الرصيد الأكبر عند الحديث عن الشعب الواحد كان يتعامل بكامل الحساسية مع ثنائية الشمال والجنوب حتى وهو ينكر وجودها لفظياً.
وأخيرا لم يتعرض المشاركون في الاجتماع لا من قريب ولا حتى من بعيد لاتفاق الرياض، وهم يتحدثون عن تشكيل حكومة جديدة، وهو ما يحمل الكثير من الدلالات في ما يتعلق بثنائية الشمال والجنوب.